Jodi Atalouli عضو متألق
عدد المساهمات : 2393 تاريخ التسجيل : 31/05/2009 العمر : 31
بطاقة الشخصية الاعضاء فقط: (20/20)
| موضوع: توبة فتاة في السكن الجامعي الثلاثاء يونيو 02, 2009 6:23 am | |
| توبة فتاة في السكن الجامعي
ما أتعس الإنسان حينما يعيش في هذه الحياة بلا هدف!! وما أشقاه حين يكون كالبهيمة لا هم له إلا أن يأكل ويشرب وينام دون أن يدرك سر وجوده في هذه الحياة، لقد كان هذا هو حالي قبل أن يمن الله علي بالهداية. لقد عشت منذ نعومة أظفاري في بيت متدين وبين أبوين ملتزمين كانا هما الوحيدين الملتزمين من سائر الأقارب والمعارف، وكان بعض الأقارب يلومون والدي- رحمه الله- لأنه لا يدخل بيته المجلات الهابطة وآلات اللهو والفساد وينعتونه بالمتزمت والمعقد، ولكنه لم يكن يبالي بأقوالهم.
أما أنا فكنت بخلاف ذلك كنت مسلمة بالوراثة فقط، بل كنت أكره الدين وأهله، وأكره الصلاة، وطوال أيام حياتي في المرحلة المتوسطة والثانوية لم أكن أركع لله ركعة واحدة وإذا سألني والدي هل صليت أقول نعم كذبا ونفاقا، ولقد كان لرفيقات السوء دور كبير في فسادي وانحرافي حيث كن يوفرن لي كل ما أطلبه من مجلات هابطة وأغاني ماجنة وأشرطة خليعة دون علم والدي.
أما اللباس فكنت لا ألبس إلا القصير أو الضيق وكنت أتساهل بالحجاب وأتضايق منه؛ لأنني لم أكن أدرك الحكمة من مشروعيته.
ومضت الأيام وأنا على هذه الحال إلى أن تخرجت في المرحلة الثانوية واضطررت بعد السفر إلى مغادرة القرية التي كنا نسكن فيها لإكمال الدراسة الجامعية، وفي السكن الجامعي تعرفت على صديقات أخريات فكن يشجعنني على ما كنت عليه من المعاصي، ومن جهة أخرى كان هناك بعض الأخوات الملتزمات كن دائما يقدمن لي النصيحة إلا أنهم لم يوفقن في نصحي بالحكمة والموعظة الحسنة فكنت أزداد عنادا وإصرارا وبعدا.
ولما أراد الله لي الهداية وفقني في الانتقال إلى غرفة أخرى في السكن، ومن توفيق الله سبحانه أن رفيقاتي هذه المرة كن من الأخوات المؤمنات الطيبات، وكن على خلق عظيم وأدب جم وأسلوب حسن في النصيحة والدعوة، فكن يقدمن لي النصيحة بطريقة جذابة وأسلوب مرح، وطوال إقامتي معهن لم أسمع منهن تافها أو كلاماً قبيحا بل كن يتبسمن لي ويقدمن لي كل ما أحتاجه من مساعدة وإذا رأينني أستمع إلى الموسيقى والغناء كن يظهرن لي انزعاجهن من ذلك ويخرجن من الغرفة دون أن يقلن لي شيئا فأشعر بالإحراج والخجل مما فعلت، وإذا عدن من الصلاة في مصلى السكن كن يتفقدنني في الغرفة ويبدين قلقهن لعدم حضوري الصلاة فأشعر في قرارة نفسي أيضا بالخجل والندم، فأنا لا أحافظ على الصلاة أصلا حتى أصليها جماعة.
وفي أحد الأيام أخذت دوري في الإشراف على الوحدة السكنية وبينما أنا جالسة على مكتبي أستمع إلى أغنية في التلفاز وقد ارتفع صوت الغناء جاءتني إحدى رفيقاتي في الغرفة وقالت: ما هذا؟ لما لا تخفضي الصوت إنك الآن في موقع المسؤولية فينبغي أن تكوني قدوة لغيرك. فصارحتها بأني أستمع إلى الأغاني وأحبها فنظرت إلى تلك الأخت وقالت: لا يا أختي هذا خطأ وعليك أن تختاري إما طريق الخير وأهله أو طريق الشر وأهله، ولا يمكنك أن تسيري في طريقين في آن واحد.
عندما أفقت من غفلتي وراجعت نفسي وبدأت أستعرض في مخيلتي تلك النماذج الحية المخلصة التي تطبق الإسلام وتسعى جاهدة إلى نشره بوسائل وأساليب محببة، تبت إلى الله وأعلنت توبتي وعدت إلى رشدي، وأنا الآن ولله الحمد من الداعيات إلى الله ألقى الدروس والمحاضرات، وأؤكد على وجوب الدعوة وأهمية سلوك الداعية في مواجهة الناس، كما أحذر جميع أخواتي من قرينات السوء والله الموفق مع تحيات رئيسة المنتدى :lol!: :lol!: :lol!: :lol!: | |
|